السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهاللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعينكانت امرأة " عمران " امرأة صالحة تقية , تعيش في بيئة صالحة يسوسهاالأنبياء من بني اسرائيل كزكريا عليه السلام , وقد حملت بعد طول انتظار , فأرادت أن تعبر عن شكرها " لله " فنذرت ما في بطنها للمحراب , وهي تتوقع وترجو أن يكون المولود ذكرا ليكون مؤهلا لخدمة العباد والزهاد في المعبد , متفرغا لدراسة علوم الدين .. ولصدق نيتها , وخلوصها " لله " تقبل" الله " منها هذا النذر , وبارك فيه فكان أن ولدت فتاة وسمتها " مريم " وكان وقع المفاجأة عليها شديدا , فليس الذكر كالأنثى حيث لا تصلح الأنثى لخدمة المعبد , أو مخالطة الرجال .. ومع ذلك صممت على الوفاء بنذرها فذهبت بالوليدة الى المعبد , ووضعتها بين أيدي الأحبار ليروا فيها رأيهم , ولصدق بصيرة من رأوها , وصفاء سرائرهم , وعلمهم بصلاح امرأة " عمران " وتقواهاتوقعوا لهذه الوليدة شأنا عظيما , فتنافسوا على كفالتها , ورعايتها , ولم يجدوا مخرجا للنزاع الا الاستهام والاحتكام للقرعة , فأتى كل واحد منهم بسهم , وكتب عليه اسمه , واتفقوا على القاء السهام في ماء جار , فمن سهمه ولم يجر مع الماء فهو صاحب الحق في الكفالة باختيار " الله " له , ووقف سهم زكريا عليه السلام وفاز في القرعة التي أجريت , وكان أحق الناس بها , اذ هو : زوج خالتها , ومن محارمها , بالاضافة الى كونه نبيا يوحي اليه , مما أكد علو منزلة هذه الوليدة ورعاية " الله " لها حيث جعل كفالتها لزوج خالتهاوأتقى الناس في عصره ..هيئت غرفة خاصة للوليد في المعبد تشب وتترعرع في أطهر الأماكن وأقدسها , ولا يدخل عليها محرابها الا زوج خالتها وكافلها زكريا عليه السلامورغم الآمال التي كان يعقدها زكريا على هذه الفتاة المنذورة " لله " الا أن ما حدث فاق كل التوقعات : اذ كلما دخل عليها غرفتها الخاصة وجد عندها طعاما ليس من جنس ما يأكلون أو يعهدون , مما جعله يسألها سؤالا مباشرا :من أين لك هذا ؟ !! فأجابته ببساطة ووثوق : هو من عند الله ان الله يرزق من يشاء بغير حساب .. وأدهشت الاجابة زكريا عليه السلام , وذكرته بما استقرفي عقيدته ووجدانه , وأيقضت الأمل في نفسه بأن يكون له ولد من صلبه يرث منه النبوة التي ورثها من آبائه رغم عقم امرأته وكبر سنه , فان " الله " يرزق من يشاء بغير حساب , وهو خالق الأسباب والمسببات , واتهز فرصة وجوده في المحراب المبارك وتوجه الى " الله " ضارعا بهذا الطلب .. فلم ينته من سؤاله حتى بشرته الملائكة باستجابة " الله " لدعائه , فخرج على الناس يأمرهم باقامة الصلوات شكرا " لله " على منه وكرمه .وتتنزل الملائكة على مريم العذراء تأمرها بمداومة التهجد والصلاة , والتفرغ للعبادة , فقد كفاها "الله " مئونة الرزق , والبحث عنه , أو الجهد في تحصيله , وتأتي المفاجأة الكبرى ببشرى الملائكة بحملها للمسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين , ويكلم الناس في المهد وكهلا , ومن الصالحين , وتتعجب مريم من هذا الأمر وكيف يكون ؟ ! وهي العذراء البتول التي لم يقربها رجل , بل ولم يرها رجل الا كافلها وزوج خالتها , وتأتيها الاجابة واضحة وضوح الشمس : ان " الله " يخلق ما يشاء ..نعم فقد خلق " الله " آدم من غير أب وأم , وخلق حواء من أب وهو آدم , فقد خلقت من ضلع من أضلاعه ومن غير أم , وهاهو يخلق عيسى من أم ومن غير أبفتكتمل دائرة الاعجاز , ويعلم الناس , أن " الله " يخلق بالأسباب , ويخلق دون حاجة للأسباب , فهو سبحانه خالق الأسباب والمسببات ..وتستسلم مريم لأمر " الله " , وتبتعد عن الأنظار حاملة لهذا النور الجديد الذي من " الله " به على بني اسرائيل ليحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث , ويرفع عنهم بعض العقوبات التي فرضها " الله " عليهم لعصيانهم في بعض الأمور وتعنتهم مع أنبيائهم السابقين .وتأتي ساعة الوضع , وتضطرب السيدة العذراء , ورغم بشرى الملائكة لها , الا أن المشاعر البشرية تجعلها تتمنى الموت وتلجأ الى مكان بعيد , وتتشبث بجدع نخلة , ويخرج الوليد المبارك الى الدنيا آمرا وموجها .. رحيما وحانيا ..يتكلم بكلام الرجال , وبمنطق الأنبياء والمرسلين , ويطمئن أمه , ويأمرها بالصيام عن الكلام , فقد انتهى دورها , وأدت رسالتها التي اصطفاها" الله " لها , وبدأ دوره هو الذي اصطفاه له , ويشير القرآن لهذا الأمر اشارة بليغة في غاية الاعجاز حيث تقص الآيات من سورة مريم " من 16 الى 34 "القصة كاملة حتى أتت به قومها تحمله فاتهموها تهمة شنيعة باطلة , وتتوقف القصة عند قول الله عزوجل : " فأشارت اليه " وهنا ينطق المسيح عليه السلام مبرئا لأمه , مبينا لرسالته , وتتوقف الآيات عن الكلام عن السيدة مريم تماماويبدأ الكلام عن المسيح عليه السلام وقصته مع نبي اسرائيل وما لقيه منهم ...فقد أدت السيدة العذراء أعظم دور في التاريخ وأي دور ..ومما يلفت النظر في قصة هذه السيدة العظيمة أن الرزق كان يأتيها دون جهد منها , أو سؤال حبن كانت متفرغة للعبادة , ولما وضعت حملها أمرها وليدهاأن تبذل الجهد في هز الشجرة حتى يسقط عليها الرطب جنيا في الوقت الذي يتوقع الانسان بعقله القاصر بأنها في حاجة الى الرعاية والخدمة بعد الوضع ..فلماذا لم يأتها الرزق من السماء كما كان يحدث من قبل ؟!! انه دور الأم الذي هو أعظم الأدوار في هذه الحياة الدنيا على الاطلاق ..انه الجهد المبذول في رعاية الأبناء , والحنو عليهم ..انه تزويد الدنيا بالرجال الذين يحملون الأمانة في عمارة الأرض ..هذا ولقد ضرب " الله " بالسيدة مريم المثل للمؤمنين والمؤمنات في كل مكان وزمان بقوله تعالى :" ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين " التحريم وبالله التوفيق
تقنية جديدة لعلاج سرطان الثدي بجرعة إشعاعية
-
ابتكر أطباء من بريطانيا ودول أخرى في العالم تقنية جديدة لعلاج سرطان الثدي
تقوم على نظام الجرعة الإشعاعية الواحدة تُعطى خلال العملية الجراحية بدل
تطبيق برن...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق